ثُمَّ فَتَرَ الوَحيُ عَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَترَةً مِن ذَلِكَ، حَتَّى شَقَّ ذَلِكَ عَلَيهِ فَأحزَنَهُ، فَجَاءَهُ جِبرِيلُ بِسُورَةِ الضُّحَى، يُقسِمُ لَهُ رَبُّهُ، وَهُوَ الَّذِي أكرَمَهُ بِمَا أكرَمَهُ بِهِ، مَا وَدَّعَهُ وَمَا قَلَاهُ، فَقَالَ تَعَالَى:
يَقُولُ: مَا صَرَمَكَ فَتَرَكَكَ، وَمَا أبغَضَكَ مُنذُ أحَبَّكَ.
أي لِمَا عِندِي مِن مَرجِعِكَ إلَيَّ، خَيرٌ لَكَ مِمَّا عَجَّلتُ لَكَ مِن الكَرَامَةِ فِي الدُّنيَا.
مِن الفُلجِ فِي الدُّنيَا، وَالثَّوَابِ فِي الآخِرَةِ.
يُعَرِّفُهُ اللَّهُ مَا ابتَدَأهُ بِهِ مِن كَرَامَتِهِ فِي عَاجِلِ أمرِهِ، وَمَنِّهِ عَلَيهِ فِي يُتمِهِ وَعَيلَتِهِ وَضَلَالَتِهِ، وَاستِنقَاذِهِ مِن ذَلِكَ كُلِّهِ بِرَحمَتِهِ.
أي لَا تَكُن جَبَّارًا وَلَا مُتَكَبِّرًا، وَلَا فَحَّاشًا فَظًّا عَلَى الضُّعَفَاءِ مِن عِبَادِ اللَّهِ.
أي بِمَا جَاءَكَ مِن اللَّهِ مِن نِعمَتِهِ وَكَرَامَتِهِ مِن النُّبُوَّةِ فَحَدِّث، أي اُذكُرهَا وَادعُ إلَيهَا، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَذكُرُ مَا أنعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَيهِ وَعَلَى العِبَادِ بِهِ مِن النُّبُوَّةِ سِرًّا إلَى مَن يَطمَئِنُّ إلَيهِ مِن أهلِهِ.
Hated him | قَلَاهُ |
صَرَمتُ الشيءَ صَرماً قطعته Cutt off |
صَرَمَكَ |
الفوز و الغلبة | الفُلجِ |