ثُمَّ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ انصَرَفَ مِن الطَّائِفِ رَاجِعًا إلَى مَكَّةَ، حِينَ يَئِسَ مِن خَيرِ ثَقِيفٍ، حَتَّى إذَا كَانَ بِنَخلَةَ قَامَ مِن جَوفِ اللَّيلِ يُصَلِّي، فَمَرَّ بِهِ النَّفَرُ مِن الجِنِّ الَّذِينَ ذَكَرَهُم اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَهُم- فِيمَا ذُكِرَ لِي- سَبعَةُ نَفَرٍ مِن جِنِّ أهلِ نَصِيبِينَ ، فَاستَمَعُوا لَهُ، فَلَمَّا فَرَغَ مِن صَلَاتِهِ وَلَّوا إلَى قَومِهِم مُنذِرِينَ، قَد آمَنُوا وَأجَابُوا إلَى مَا سَمِعُوا.

فَقَصَّ اللَّهُ خَبَرَهُم عَلَيهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:

﴿ وَإذ صَرَفنا إلَيكَ نَفَراً مِنَ الجِنِّ يَستَمِعُونَ القُرآنَ ... ﴾ إلَى قَولِهِ تَعَالَى ﴿ وَيُجِركُم مِن عَذابٍ ألِيمٍ ﴾

وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:

﴿ قُل اُوحِيَ إلَيَّ أنَّهُ استَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ ... ﴾
إلَى آخِرِ القِصَّةِ مِن خَبَرِهِم فِي هَذِهِ السُّورَةِ.