وَكَانَت بَيعَةَ الحَربِ، حِينَ أذِنَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي القِتَالِ شُرُوطًا سِوَى شَرطِهِ عَلَيهِم فِي العَقَبَةِ الاُولَى، كَانَت الاُولَى عَلَى بَيعَةِ النِّسَاءِ، وَذَلِكَ أنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَم يَكُن أذِنَ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي الحَربِ، فَلَمَّا أذِنَ اللَّهُ لَهُ فِيهَا، وَبَايَعَهُم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي العَقَبَةِ الأخِيرَةِ عَلَى حَربِ الأحمَرِ وَالأسوَدِ، أخَذَ لِنَفسِهِ وَاشتَرَطَ عَلَى القَومِ لِرَبِّهِ، وَجَعَلَ لَهُم عَلَى الوَفَاءِ بِذَلِكَ الجَنَّةَ.
قَالَ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ: بَايَعنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بَيعَةَ الحَربِ- وَكَانَ عُبَادَةُ مِن الِاثنَي عَشَرَ الَّذِينَ بَايَعُوهُ فِي العَقَبَةِ الاُولَى عَلَى بَيعَةِ النِّسَاءِ- عَلَى السَّمعِ وَالطَّاعَةِ، فِي عُسرِنَا وَيُسرِنَا وَمَنشَطِنَا وَمَكرَهِنَا، وَأثَرَةٍ عَلَينَا، وَأن لَا نُنَازِعَ الأمرَ أهلَهُ، وَأن نَقُولَ بِالحَقِّ أينَمَا كُنَّا، لَا نَخَافُ فِي اللَّهِ لَومَةَ لَائِمٍ.